Nombre total de pages vues

mardi 13 mars 2012

مغرب الاكراميات والكريمات

       فعلها السيد الوزير المحترم مول البيصارة  بتطبيق نص من نصوص دستور 2011، ونشر المعلومة، فكانت المعلومة ملغومة. عرى السيد الوزير على لائحة المغاربة الحقيقيين المستفيدين من الريع الاقتصادي،مستفيدين مع عطايا المخزن كرمه الحاتمي لائحة تجمع كل الفئات المحضوضة رياضيين ،فنانين، اقتصاديين، سياسيين وأهل المخزن،العائدين إلى الوطن الحبيب الذي يسكن أعماقنا.
       فبمعاينتنا لهذه اللائحة نراها تضم أل الفاسي وال المخزن وال وأل الذي انعم عليهم بمداخيل هم في غنا عنها، لكن ماذا عسانا نفعل فسياسة اغناء الغني وإفقار الفقير هي السائدة في هذا الزمان،لائحة بها صحراوة و العائدون من مخيمات العار و محور الدار البيضاء قنيطرة  كأنهم أكثر مغربية منا نحن سكان المغرب المهشم،سكان القرى والمداشر الذين تقطع الثلوج والأمطار الطرق التي تمر منها حافلاتهم التي تستنزف جيوبنا، ومجموعة من الرياضيين من شجبوا ونددوا بحصول مدرب المنتخب على راتب كبير،لكن منهم من لا يحتاج "كريمة "بحكم ما حصل عليه من مال في مشواره وكنا نتضامن معهم لكن اكتشفنا أنهم مغاربة أكثر منا لأنهم لعب لفرق ومنتخبات المغرب ولهم أكثر من كريمة تقيهم ذل السؤال و الحاجة،
           أضف إلى ذلك فنانين حصلوا على "كريمات" بسبب أغنية أواثنتين كانتا مليئة بالمديح لأصحاب العزم
           أما أن يحصل ما يسمون نفسهم بعلماء الوطن بأشباه القرضاوي أصحاب الفتاوى الجاهزة وتحت الطلب على" كريمات" بعد تقاعد من البرلمان فهذا من باب العطايا للفقهاء والعلماء الذي أصبح علمهم سلعة تباع وتشترى من اصغر فقيه يحضر الولائم إلى اكبر مفتي ،انصرفوا عن الوعظ والإرشاد وتحصين الدين من البدع إلى مصالحهم وكنز الأموال ،فربما كان هذا العالم المبجل يحتاج إلى سريع الزمزمي ليعينه في التنقل لمحاضرته وندواته، وما يحز في النفس انه لم يندم أو يتأسف وعكس ذلك انبرى لكل من هاجمه وكتب عنه، وبحث في أمهات الكتب ليجيز عطايا المخزن وييشجب ما قام به الوزير الشاب،وأصبحوا يهددوا ويتوعدون كل من عرى على عورتهم،
     وكذلك خدام المخزن الأوفياء من وزراء وأبنائهم، برلمانين و موظفون سامون ممن قالوا ويقول نعم، الكل حصل على حقه من الوزيعة وزيعة تخرج من جيوبنا نحن الأقلية التي تعيش بهذا البلد ،أما الأغلبية فهي من تنعم في النعيم، هي من تتسوق من مروكو مول أو مرجان أو غيرها من المتاجر الكبرى تشتري ملابسها من زار وسرجيوا طاكيني،تركب عوض السيارة اثنين أو ثلاثة،لا تقف في صفوف طويلة لركوب الحافلة التي تملك رخصتها ،لا تمر من أمام الجزار وتشيح بوجهها عنه لأنها لا تتوفر على ثمن نصف كيلو لحم، لا تقدر على شراء أنواع السمك رغم أن ثلاثة ألاف كلم تحيط بنا من الشواطئ،لا تشتري ملابسها من محلات الملابس المستعملة،لا تخرج نسائهن لجمع حطب التدفئة أو جلب الماء من عين تبعد ب 5 كلم بل تذهبنا إلى صالونات التخسيس والنوادي الراقية وتلبسن الأساور والذهب وتهتمن بأظافرهن وزينتهن، لأنهن كذلك لا تنهضن في الخامسة صباحا لتنظف الاصطبل وتطهو خبز الشعير والقهوة الساخنة لأولدهن،أو تذهب إلى معاملكم سادتي الكرام لتشقى من الصباح إلى المساء دون الحصول على أجرة تقيهن ذل الحياة و تحرشاتكم و تحرشات ابنائكم و مقربيكم.
          تذهب أغلبيتكم الموقرة إلى فرنسا وألمانيا أو غيرها من الدول لتطبيب ولا تصطف في طوابير بمستشفيات لا تحمل إلا الاسم،لا تذهب الى السوق وتشتري خضرا غلى ثمنها أما الفواكه فربما من المستحلات،لا يهرب النوم من جفونها لأنها لا تفكر في فاتورة الكهرباء أو الماء إن وجد،لا تفكر في حساب البقال والصيدلاني والخضار،لا تفكر في أنها تعيل أكثر من ثلاثة عاطلين ،لا تفكر في الكراء لأنها تسكن الفيلات والشقق الواسعة ، ولا تفكر في اقساط القروض الصغرى التي مولت بها مشاريعها الصغيرة واصبحت تعاني في سدادها بحكم قلة الراواج او الجفاف ،كل هذا ويبقى المغرب البلد يسكننا ونحبه،لا نريد أن نغادره أو نرمي بأنفسنا في قوارب الموت،رغم أننا أصبحنا أقلية تكتوي بلهيب العيش،
         ما قام به الوزير الشاب شئ جيد،لكنه احدث شرخا بينا وأصبحنا الآن مصنفين الى صنفين المنعم عليهم، وباقي الشعب. والوزيرة التي ترفض الركوب بالدرجة الأولى في الطائرة وتركب بالدرجة الاقتصادية بسفرياتها،والوزير الشاب الذي يفتح المصعد الخاص به للعموم، والأخر الذي رفض الطباخ والسكن بفيلة كبيرة، والذي يستقل القطار مع باقي الشعب وينتظره ولو تأخر كالمعتاد،وذاك الذي يسكن مع أبيه، كل هذا جيد وينم عن تغير،لكنه يبقى تغير سطحي في ظل الأزمة التي نعيشها والتي لا يحس بها أهل الحال،فمن يكتوي بها هو الموظف البسيط ،العامل ،المياوم ،التاجر ،الفلاح في ضل الجفاف الطويل،وباقي فئات الشعب المسحوقة مواطنو الدرجة الثالثة أو الرابعة.اخر يهاجم موازين وكل المهرجانات الفنية التي أصبحت الملاذ الوحيد للتنفيس عن همومنا وأحزاننا.
         نريد من الحكومة برئيسها ووزرائه حلول حقيقية عوض فقاعات صابون وتصريحات نارية هنا وهناك، نريد حلا لغلاء الأسعار التي ترتفع يوما بعد يوم، نريد توضيفا حقيقيا حسب الاستحقاق وليس مسكنات ومفوضات تحت الطاولة، نريد دعما للفلاح الذي بدا يبيع ممتلكاته ليطعم ما تبقى له من ماشية، نريد فصلا حقيقيا لسلط وليس عبد طيع خنوع ،نريد حقوقا للمرأة ومساواة حقيقية وليس حديث صالونات والتبجح بالاحتفال بيومها العالمي،فهي سادتي لا تحتاج منا يوم وإنما تحتاج مساواة وعدل،تحتاج أن نعتبرها منتجة عوض مستهلك أو بضاعة للترفيه، إليك كل الاحترام والتقدير سيدتي.
         سادتي الكرام ألا ترون أنكم تقومون بحلول ترقيعية عوض العمل الجاد ،هل محاربة البناء العشوائي وهدم البيوت على أصحابها لم نبدأ ألا الآن، ألا ترون أن التوقيت ملغوم،أين كنتم عندما كانت تتناسل البيوت أين كان قوادكم وعمالكم،الم يكون سببا في ما وصلنا إليه الآن في هذا المجال، ألا توجد حلول موضوعية لتسوية هته المشاكل عوض الهدم،
       سادتي الكرام واهم من يقول أننا الاستثناء،فكثرت الضربات تذمي وتوقد النائم من سباته،سادتي الكرام انتبهوا قبل فوات الأوان فمهم صبر هذا الشعب فلن يصبر صبر أيوب ،نريد أن نعيش حياة كريمة بهذا الوطن العزيز الغالي والذي نهيم حبا فيه.

خالد الصمري


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire